Project Description

قصص نجاحات

البداية كانت بصناعة الدمية سمسم

كان عمر علا إبراهيم” 21 عاماً عندما شاركت في برنامج “فن من القلب”، تعاني علا من إعاقة ناتجة من نقص الأكسجين عند ولادتها، ولقد أثرت إعاقتها هذه على اختلاطها بالمجتمع وفرضت عليها ملازمة المنزل لعدم توفر الفعاليات والمُبادارات الاجتماعية التي تأخذ بعين الاعتبار احتياجات الأطفال من ذوي الاعاقة.

تقول والدة علا: “علا دائماً في المنزل، ولم يكن لدي فكرة عن ما يمكن عمله خلال النهار لملئ وقت فراغها، خاصة أن الأشخاص من ذوي الاعاقة من عمر 16 فما فوق لا يوجد لهم أي فرصة للمشاركة بنشاطات وفعاليات فنية وثقافية مستمرة، بل لا توجد مراكز ثقافية وفنية تقدم برامج تدمجهم مجتمعيا او تطور مواهبهم. سعدنا عندما وصلتنا دعوة للمشاركة ببرنامج فني حول صناعة الدمى تنفذه مؤسسة جديدة في نابلس اسمها “فن من القلب”، حيث قمت على الفور بتسجيل علا بالبرنامج، ورافقتها في جميع الجلسات الأسبوعية لعمل الدمى “.

من خلال برنامج صناعة الدمى، تمكنت علا من صناعة أول دمية لها واسمتها “سمسم”، ولقد ساعدتها هذه الدمية في التعبير عن نفسها أكثر، والانفتاح على الآخرين، بالإضافة إلى التخلص من الشعور بالخجل، فلقد كانت “سمسم” صوت علا الذي تعبر به، ومن خلال صوتها، استطاعت أن تثبت وجودها ضمن المجموعة المشاركة، مما كان له أثر كبير في إسعادها.

لقد ساهمت البرامج التدريبية التي شاركت فيها علا بتعزيز ثقتها وفخرها بنفسها، كما أن اختلاطها مع الناس ضمن ورشات الأشغال اليدوية، والخزف، والرسم بالخيطان والمسامير، والرسم على الزجاج وكذلك مشاركتها بالكورال الغنائي “فن من القلب” ساعدها على اكتساب المهارات اللازمة في الاتصال والتواصل، وتضيف والدة علا: “صارت علا تحب تصحى بدري عشان تجهز حالها لتروح عالتدريب وتستنى اليوم الي فيه تدريب، ولما اشتركت بالنادي الصيفي كانت تصحى كتير بكير وتكون مجهزة ملابسها من الليل، وطول الوقت تسألني : ماما صار الوقت حتى نروح؟ صارت تحب تختلط بالناس وتتعرف عليهم. واليوم صارت تعرف تختار الالوان المناسبة لملابسها، ومع كل الصعوبات الموجودة عندها، إلا إنها صارت قادرة تحكي جملة كاملة مع الناس بعد ما كان عندها صعوبة كبيرة، والمشاركين صاروا صحابها وبتستنى التدريبات بفارغ الصبرعشان تلتقي فيهم”.

كان لعائلة علا دور كبير في مساعدتها على الاندماج بالنشاطات التي نوفرها في “فن من القلب”، وبتشجيعهم الدائم لها. وإن ما بدأته العائلة على اعتبار أنه مشاركة لابنتهم في نشاطات ترفيهية وتعليمية، قد يتحول مستقبلاً إلى مشروع تستفيد منه علا بشكل أساسي، حي تقول والدتها: “أفكر جدياً بأن نطوّر أنا وعلا مشروع أشغالٍ يدوية بالمستقبل القريب، حيث أن الأشغال اليدوية والتطريز هي أشغال تستهوي علا وتُبدع في صنعها”، وأضافت: “لقد لاحظت التغيير الكبير الذي طرأ على شخصية علا، واعتزازها بنفسها. كما أن مهاراتها وقدراتها اليدوية باتت أدق ودرجة تحكمها بيديها وسيطرتها عليهم باتت أفضل مقارنة بوضعها سابقاً”. علا هي واحدة من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين تَوفر لهم بيئة تحتويهم كمجتمع “فن من القلب”، حيث ساهمت النشاطات التي نقدمها على مدار أشهر بخلق مكان ينتمي إليه هؤلاء الأشخاص، تتوفر فيه الفعاليات الفنية والثقافية التي كانت تفتقر له المدينة من قبل

علا صنعت أول دمية

تمكنت علا من صناعة أول دمية لها واسمتها “سمسم”،