مدونة

يوسف – خطأ طبي أدى إلى كارثة

كبر يوسف مع متلازمة داون، وبدأ مشواره في العلاج والتطور من كان عمره أقل من سنة، ما بين المراكز الطبية والمساجات والعيادات قدر يوصل للمرحلة اللي قدر فيها يدخل مدرسة العهد، ويتمكن بعد مدة من الدروس المكثفة والخاصة على تشبيك حرفين في ذات الكلمة، كانت فرحة أهله لا توصف في هداك اليوم وهم بشوفو ثمرة جهودهم بتتحقق ويتحول دمجه في مدرسة عادية لأمر حقيقي. ويبدأ بتكوين صداقات وعلاقات جديدة كما يحب يوسف، المليء بالفرح واللي الضحكة بتنور وجهه دائما. لكن يوسف مرض وشخص مرضه بطريقة خاطئة، لتتحول حياته وحياة عائلته في تلك اللحظة إلى كابوس. ظهرت أعراض شرية دموية على جسده وقد تم تشخيصها على أنها حساسية أعطي على أثرها إبر هاستامين، الأمر الذي تطور بعد يومين ليتحول يوسف إلى شبه جثة هامدة، من مستشفى إلى أخرى فقد يوسف القدرة على الكلام والمشي والحركة كان عمره تسع سنوات فقط، في هداك الوقت، شخصت حالته بأنه 99% ميت، لكن يوسف تمسك بالواحد الباقي، وكل ما كان الأطباء يحكو أنه رح يفقد شيء إلى الأبد، استعاده يوسف مرة أخرى.

في البداية قالوا ” أكيد رح ينشل” لكنه تحرك بعد الأسبوع الثالث، ثم قالوا “لو بده يحكي حكا” لكنه نطق كلمة ماما بعدها مباشرة، قالوا لن يتمكن من الأكل أبدا وأدخلو الأكل إلى بطنه بأنبوب، لكنه طلب رز وجاج وفعلا أكل الطعام مطحونا. كانت الأسرة في تلك اللحظة تركض ما بين المؤسسات والمستشفيات ومحاولة تأمين النقود اللازمة للعلاج. ثم تم تحويله لتلقي التأهيل الطبي في مركز بيت جالا، وكانت رحلة أخرى من العذاب للعائلة بأكملها، من تعامل المركز معهم ومعه والحالة النفسية السيئة التي وصلوا غليها خلال عملية العلاج. يوسف رفض الفوطة، ثم رفض الكرسي، وصار يمشي رغم كل شيء.
كل شهر بتكلف علاجاته 2000 شيكل، يحاول أبوه الذي يعمل في تجليس السيارات تأمينها إلى جانب تأمين احتياجات العائلة التي بتتكون من ثلاثة أولاد وبنتين. ويأتي السؤال في كل أول شهر، كيف ستتمكن العائلة من تأمين العلاج للشهر القادم. يوسف عمره هلأ 13 سنة وكل يوم بمر عليه بتكون معجزة تتحقق.

“الإعاقة مش صورة لولد أو بنت بتشوفها وبتمر، الإعاقة تفاصيل يومية بعيشها الفرد والعائلة بتتصل بالمحيط والذهنية المجتمعية والخدمات الحكومية في الدولة، بتبدأ من لحظة الولادة وما بتنتهي. قصصهم هي قصصنا، بكل حارة في طفل يمكن يكون هيا أو جاسم أو يوسف أو محمد. واحنا بنختار نسمع أو نمر. في فن من القلب أحنا قررنا نسمع، قررنا كمان نشتغل من شانهم، وأنتو؟ ”

النصوص للكاتبة مايا أبوالحيات
اعداد مؤسسة فن من القلب “2021”
ضمن مشروع مسار، بدعم من مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية، وبتمويل مشترك ما بين مؤسسة عبد المحسن القطان والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون

قصص من القلب