مدونة

محمد- محمد الدرة

يوم مستشهد محمد الدرة، في ولد بنابلس اسمو محمد، حكولو ولاد صفو أنو كل اللي اسمهم محمد رح يستشهدو، بالليل اجت قذيفة عبيتهم ونزل زجاج الشباك عليه، ما استشهد لكن صابتو حالة نفسية عجز الكل لفترة طويلة يعرفوا شو هي.

بدأت الحالة بحركة وجه لا إرادية، بعديها تطورت لحركة في الكتف وبعدين الرجل. صارت الحياة صعبة لولد بعمل حركات محدش فاهم ليش بعملها وكيف، بين تشخيصات الأطباء اللي تنوعت ما بين عادات صفية مكتبسة لحركات لا إرادية ما إلها سبب، اكتشفوا أخيرا إنها شحنات كهربائية زائدة رح تأثر عليه في حياتو كلها، وأنو لازم يشرب دوا كل يوم لبقية عمره.

محمد عمره هلأ 22 سنة، بقضي وقتو نايم بالبيت، بمستقبل مش واضح ومش مفهوم، إمو خبيرة بعمل جمعيات مع الجارات وكل الطرق اللي ممكن تأمن فيه دواه وعلاجه والمواصلات للأطباء والمراكز والألعاب الخاصة اللي بتطور المهارات والقدرات الأساسية وكل التكاليف اللي ما حد بفكر فيها لما بحكو عن التأمين الصحي لطفل عندو إعاقة من أي نوع، ومع إضراب الأطباء والصحة الدوا صار أصعب وأغلى لأنه بضطروا يشتروها من الصيدليات الخاصة.

“الإعاقة مش صورة لولد أو بنت بتشوفها وبتمر، الإعاقة تفاصيل يومية بعيشها الفرد والعائلة بتتصل بالمحيط والذهنية المجتمعية والخدمات الحكومية في الدولة، بتبدأ من لحظة الولادة وما بتنتهي. قصصهم هي قصصنا، بكل حارة في طفل يمكن يكون هيا أو جاسم أو يوسف أو محمد. واحنا بنختار نسمع أو نمر. في فن من القلب أحنا قررنا نسمع، قررنا كمان نشتغل من شانهم، وأنتو؟ ”

النصوص للكاتبة مايا أبوالحيات
اعداد مؤسسة فن من القلب “2021”
ضمن مشروع مسار، بدعم من مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية، وبتمويل مشترك ما بين مؤسسة عبد المحسن القطان والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون