مدونة

قصة أم جاسم

انولد جاسم انولد مع متلازمة داون. من عمره شهرين بديت أشتغل مع جاسم علاج وظيفي، مرتين بالأسبوع، لحتى تقل رخاوة جسمه، وتتغير ملامح وجهه. كتير مهم يكون الأهل واعين لحالة أبنهم ويعرفو يتصرفو حسب نوع الإعاقة، لأنه معظم الشغل بعتمد على وعيهم، ما في حد ممكن يحكيلك شو تعمل في حال طلع أبنك عندو إعاقة من أي نوع، وهون بتبدأ تجتهد، من وين أبدا؟ أنا كنت محظوظة عندي صديقة عندها معرفة بحالة أبني، وفعلا اشتغلنا بشكل مكثف كيف أتصرف، كيف أحكي معه، كيف أتعامل مع ردات الفعل وأجهز البيئة المحيطة. وفعلا قدرت أدمجو بالمجتمع وأحطو بمركز وصار عندو صداقات وكان سعيد. لكن هلأ جاسم صار عمره ست سنين، يعني صار عمره أكبر من العمر اللي بتقبلو المراكز في نابلس. في الكورونا ابني زهق كتير، بدو يطلع، يشوف العالم لكن ما بنقدر ناخدو مكان بدون سيارة خاصة، لأنو مناعتو ضعيفة جدا، وبوضع الكورونا منخاف عليه كتير يركب سيارات عمومية. قرأت أنو لازم يكون بمدرسة عادية مش مدرسة خاصةـ وفعلا حكيت مع التربية ووافقو نحطو بمدرسة الدير.

طبعا المستقبل بخوف، واللي بعملو أني بشتغل معو كل فترة بفترتها، لكن أنا بفكر لقدام، لهيك عملت مشروع لصناعة الصابون والكريمات اليدوية اسمو “مساج”، من كتر المساجات اللي عملتها لابني، عشان بس يكبر يقدر يلاقي شغل ومشروع يطلع منو مصاري، النية أشغل كل البنات والأولاد اللي متل حالتو في البلدة القديمة بنابلس بالمشروع، لأني بعرف شو يعني التفكير بالمستقبل بالنسبة للأطفال اللي معهم إعاقة، مرة سمعت انو مطبعة الحجاوي بنابلس شغلت 16 شب معهم إعاقة ومن هون إجا إلهامي، حسيت أني كأم لطفل عندو إعاقة، بعرف شو الاحتياج أكتر من غيري وبقدر أدير هالمعركة.

“الإعاقة مش صورة لولد أو بنت بتشوفها وبتمر، الإعاقة تفاصيل يومية بعيشها الفرد والعائلة بتتصل بالمحيط والذهنية المجتمعية والخدمات الحكومية في الدولة، بتبدأ من لحظة الولادة وما بتنتهي. قصصهم هي قصصنا، بكل حارة في طفل يمكن يكون هيا أو جاسم أو يوسف أو محمد. واحنا بنختار نسمع أو نمر. في فن من القلب أحنا قررنا نسمع، قررنا كمان نشتغل من شانهم، وأنتو؟”

النصوص للكاتبة مايا أبوالحيات
اعداد مؤسسة فن من القلب “2021”
ضمن مشروع مسار، بدعم من مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية، وبتمويل مشترك ما بين مؤسسة عبد المحسن القطان والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون

قصص من القلب