مدونة
سهى خفش – حملة امهات الحب

في منزل صغير في واحدة من الحارات الشعبية في البلدة القديمة في مدينة نابلس في فلسطين ، قررت أربع نساء من أمهات الأطفال من ذوي الاعاقة  التحدث بصوت عالٍ والقول “كفى كفى!”.

يدفعهن الاحباط من الإجراءات  البيروقراطي وقوانين الإعاقة غير المطبقة ، ومدفوعين بالإصرار وقوة الإرادة لتحسين الظروف اليومية لأبنائهن من ذوي الإعاقة ؛ قررن أن يجتمعن لمواجهة التمييز والوصمة التي يواجهنها هم وأبناؤهن وتحديدا الفتيات من ذوي الاعاقة.

انطلقن في رحلة لتحدي الصور النمطية والمطالبة بالتطبيق العادل لقوانين الإعاقة في فلسطين،   وبدعم من خبراء قانونيين وفنانين واعلاميين ، نجحت الأمهات في قيادة حملة مناصرة وتنظيم مجتمعي أطلقن عليها اسم “أمهات الحب”. على مدى ثلاثة أشهر ، توسعت المجموعة الأساسية المكونة من أربع أمهات لتشمل 50 أمًا لأطفال من ذوي الاعاقة  من المدينة والقرى المجاورة.

وفي غضون أشهر قليلة، نجحت الأمهات أيضًا في تحريك المجتمع المحلي وإشراكه في دعم بعض المبادرات لتحسين حياة ابنائهن مثل العلاج في مركز صحي،  اضافة الى تنظيم جلسات استجواب مع المسؤولين وصناع القرار.  تتوسع حملة  أمهات الحب وتتعالى أصواتهن ، كأصحاب قضية للمطالبة بتطبيق حقوق أبنائهن من ذوي الاعاقة.

هذه اللوحة التي تحمل عنوان “هيا” للفنانة علاء البابا ، تمثل الأحلام والمخاوف والوصمة والعزلة والإقصاء التي تواجهها هيا ، الفتاة ذات ال الحادية عشر من عمرها وذلك  عند خروجها إلى شوارع مدينتها . تم اختيار هذا العمل الفني من قبل مؤسسة فن من القل لملصق اعلاني  لحملة أمهات الحب.

حملة أمهات الحب” هي أحد مخرجات مشروع “الثقافة والفنون والمشاركة الاجتماعية” (CASE) ، الذي صممه ونفذته مؤسسة فن من القلب 2021-2022 ، بدعم من برنامج الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية  وبتمويل مشترك ما بين  الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC) و مؤسسة عبد المحسن القطان. يهدف المشروع إلى تعزيز المسؤولية الاجتماعية والمشاركة من خلال الفنون والثقافة ،و إبراز دور الفنون والثقافة كأداة فعالة لتعزيز المشاركة الاجتماعية ، وتقوية التماسك الاجتماعي والهوية الثقافية ، وبالتالي تعزيز حرية التعبير والمساءلة الاجتماعية.